القمة العربية الـ32.. هل تمهد الطريق أمام دولها لتجاوز الملفات العالقة؟ | البرامج


قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور عبد الله الشايجي إن هناك الكثير من الملفات العالقة في القضايا العربية، لذا فإنه من المبكر الاحتفال بما حملته القمة العربية التي انتهت أعمالها في جدة.

وأضاف الشايجي في حديثه لحلقة برنامج “ما وراء الخبر” (2023/5/19) “أتفهم الرغبة العارمة في استقبال الرسائل الإيجابية التي حملتها القمة العربية، والحاجة للتطلع إلى مستقبل خال من الخلافات والصراعات، لكن ذلك يصطدم بالكثير من العراقيل التي تحتاج إلى تذليل”.

يأتي ذلك بالتزامن مع اختتام النسخة الـ32 للقمة العربية أعمالها في مدينة جدة السعودية، والتي تضمنت كلمات لرؤساء وزعماء عرب تطرقوا فيها إلى واقع العمل العربي المشترك والقضايا الساخنة المطروحة عليه، وسجلت مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد لأول مرة في أشغالها بعد تجميد عضوية دمشق منذ عام 2011.

واعتبر الشايجي أن من أبرز ما قدمته القمة هو تثبيت الدور السعودي باعتبارها اللاعب الرئيسي والمحوري في المنطقة، إضافة إلى كلمات القادة التي كانت متفائلة وتدعو إلى التعاون ورص الصفوف وتكثيف الجهود رغم الملفات التي لا تزال عالقة.

وأشار إلى القمة تناولت ملف القضية الفلسطينية والحرب الدائرة في السودان، إضافة إلى الملفات العالقة في ليبيا، فضلا عن السماح بعودة النظام السوري دون التزامات واضحة بشأن القضايا الأساسية، ومنها على سبيل المثال العلاقة مع المعارضة والالتزام بمخرجات المؤتمرات المختلفة التي أجريت حول الأزمة.

تحول مهم

كما لفت الشايجي إلى أن القمة تأتي في ظل تحول مهم في النظام الإقليمي الشرق الأوسطي وما بدأ يظهر من ثمار التقارب السعودي الإيراني ومساعي خفض التصعيد والتركيز على الاقتصاد والاستثمار والرؤى الخليجية المختلفة، مما يعني “الانتقال من مرحلة المواجهة للتهدئة”، حسب تعبيره.

وتساءل أستاذ العلوم السياسية عن خارطة طريق إعادة سوريا إلى الصف العربي، حيث لا يوجد جدول زمني واضح بشأن التزامات النظام السوري، مشددا على ضرورة السعي لتصفير المشاكل والأزمات المختلفة في المنطقة العربية.

بدوره، يرى مدير مركز “القرن العربي” للدراسات الدكتور سعد بن عمر أن القمة العربية في نسختها الحالية بدت أكثر توافقا، وحرصت كل الوفود في كلماتها على تصعيد التضامن العربي ونبذ الخلافات، مع وجود قناعة بضرورة توقف التدخلات الأجنبية في المنطقة العربية.

وأضاف بن عمر “نمر بمرحلة تجاذبات من أطراف خارجية، في مقدمتها الولايات المتحدة وروسيا والصين، وجميعها في تسابق محموم لكسب رضا منطقة الشرق الأوسط، مما يعطي فرصة وافرة لاستقلال الدول العربية بقراراتها”.

وأشار إلى أن العالم العربي “هو المتسيد باقتصادياته وامتلاكه الطاقة”، وهذا يدفع الدول العظمى إلى محاولة التقرب من دوله، وهو الأمر الذي من المهم استثماره واستغلاله بما يخدم مصالح الدول العربية.

وبشأن عودة سوريا إلى الجامعة العربية، شدد بن عمر على ضرورة الانعتاق من السياسات السابقة وبدء عهد جديد، لافتا إلى أن الضمانات المطلوبة من النظام السوري حاضرة عبر السير معه خطوة مقابل خطوة، وهو الأمر الذي يرى أن رئيس النظام السوري يتفهمه بشكل واضح.

Previous post والدا طفلة عمرها 8 سنوات توفيت في حرس الحدود يطالبون بالعدالة
Next post طارق العشري يحذر لاعبى فاركو من صعوبة مباراة سموحة فى الدوري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *