“ينبوع المعرفة” اقتباسات الاقتصاد:
استقر سعر الذهب الفوري وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 1924 دولار للأونصة ليشهد تغيرات طفيفة حول هذا المستوى، وذلك بعد أن سجل ارتفاع يوم الجمعة الماضية بنسبة 0.8% ليعيد الذهب إلى تسجيل ارتفاع على المستوى الأسبوعي بنسبة 0.3% بعد ثلاثة أسابيع متتالية من الخسائر.
تقرير الوظائف الذي صدر نهاية الأسبوع الماضي عن الولايات المتحدة الأمريكية أظهر نمو أقل من المتوقع في أعداد الوظائف الجديدة خلال شهر يونيو، حيث وفر الاقتصاد الأمريكي 209 ألف وظيفة مقارنة مع التوقعات 224 ألف وقراءة شهر مايو 306 ألف وظيفة.
وتعد هذه البيانات هي الأضعف منذ عامين ونصف وهو ما دفع الأسواق إلى تغيير توقعاتها بشأن أداء قطاع العمالة والاقتصاد الأمريكي بشكل عام، لترى الأسواق أن الاقتصاد قد لا يتحمل قرارين لرفع الفائدة خلال النصف الثاني من العام.
وفقاً لهذه التوقعات عاد الذهب إلى الانتعاش بشكل كبير ليعوض خسائره السابقة وذلك على الرغم من كون التسعير الحالي في الأسواق يشير إلى احتمال بنسبة 92% لقيام الفيدرالي برفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع الفيدرالي هذا الشهر.
ومع بداية تداولات الأسبوع الجاري عادت الأسواق إلى تقييم الموقف من جديد، خاصة أن تقرير الوظائف أظهر أيضاً استمرار معدل الأجور في التزايد، وهو ما يعد داعم للتضخم الأمر الذي يقلل من فرص تراجع التضخم وبالتالي يجبر البنك الفيدرالي على الاستمرار في تشديد السياسة النقدية ورفع الفائدة.
مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الفيدرالية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية ارتفع خلال تداولات اليوم بنسبة 0.1% في محاول لتعويض جزء من الخسائر الكبيرة التي تكبدها يوم الجمعة الماضية بعد بيانات الوظائف، حيث انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.8%.
بينما ينصب تركيز الأسواق هذا الأسبوع على بيانات مؤشر أسعار المستهلكين عن الولايات المتحدة الأمريكية والذي يعد مؤشر التضخم الرئيسي، مع توقعات بتراجع المؤشر الجوهري السنوي إلى 5% من 5.3% وفق جولد بيليون، أيضاً يشهد هذا الأسبوع تصريحات من عدد من أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي فيما قد يعد محرك للأسواق إلى جانب بيانات التضخم الأكثر أهمية هذا الأسبوع.
تحركات الذهب بعد تقرير الوظائف
شاهدنا الذهب يرتفع بشكل واضح عقب بيانات تقرير الوظائف الأمريكي وتثبيت أقدامه فوق منطقة الدعم 1900 – 1915 دولار للأونصة، ولكنه فشل في اختراق منطقة المقاومة الأولية عند 1930 – 1940 دولار للأونصة.
بيانات التوظيف لم تكفي لتحديد الاتجاه القادم للذهب ليظل في التداول بشكل عرضي تحت منطقة المقاومة السابق ذكرها، ولكن نجح الذهب في تقليل الضغوط السلبية الواقعة عليه وأصبح مستعداً للعودة إلى الارتفاع ولكن ينتظر الحافز المناسب.
قد تستمر التحركات العرضية في أسواق الذهب هذا الأسبوع حتى صدور بيانات التضخم الأمريكية التي يمكن أن تساهم في تحديد حركة الذهب على المدى القصير، خاصة أن الدولار الأمريكي يعاني خلال الفترة الحالية ويقلل من تأثيره على الذهب كون المعدن النفيس يعد سلعة تسعر بالدولار.
الدول تعيد احتياطيات الذهب إلى أرض الوطن
صدرت إحصائية للبنوك المركزية وصناديق الاستثمار السيادية أظهرت أن التدهور في الأسواق المالية منذ عام 2022 بسبب الحرب الروسية الأوكرانية قد تسبب في خسائر كبيرة لصناديق الأموال السيادية ودفعهم إلى إعادة النظر في استراتيجياتهم واعتقادهم بأن ارتفاع معدلات التضخم والتوترات الجيوسياسية مستمرة في التواجد خلال الفترة القادمة.
الإحصائية شملت 85 صندوق سيادي للثروة و57 بنك مركزي وأشارت أن هناك مخاوف منذ تجميد الغرب لنحو نصف احتياطيات روسيا من الذهب والعملات الأجنبية البالغ 640 مليار دولار كعقوبات بسبب حرب أوكرانيا، وهو ما دفعهم إلى إعادة احتياطيات الذهب إلى أرض الوطن.
ما يقرب من 60% من المشاركين في الإحصائية يجدون أن الذهب أكثر جاذبية بعد هذه التوترات الجيوسياسية، وأظهر أن 68% يحتفظون باحتياطيات الذهب في دولهم مقارنة مع 50% في عام 2020.
وصرح أحد البنوك المركزية المشارك في الإحصائية أنه قام بتحويل الذهب من لندن إلى بلاده للاحتفاظ به كأصل وملاذ آمن.
يرى ما يقرب من 80٪ من 142 مؤسسة شملها الاستطلاع أن التوترات الجيوسياسية هي الخطر الأكبر على مدى العقد المقبل، بينما أشار 83٪ إلى التضخم باعتباره مصدر قلق خلال الأشهر الـ 12 المقبلة.
توافق هذا مع تقرير رابطة سوق سبائك الذهب في لندن (LBMA) وهي رابطة تجارية دولية تمثل السوق العالمي لسبائك الذهب والفضة التي لديها قاعدة عملاء عالمية، وأظهر التقرير أنه مع نهاية يونيو 2023 ارتفعت كمية الذهب المحتفظ بها في خزائن لندن إلى 8865 طن منخفضة بنسبة 0.4% عن الشهر السابق، لتصل قيمته إلى 545 مليار دولار أي ما يعادل حوالي 709200 سبيكة ذهب.
للشهر الثاني على التوالي تنخفض نسبة احتياطيات الذهب في خزائن لندن الأمر الذي يؤكد على توجه البنوك المركزية والصناديق السيادية إلى سحب احتياطات الذهب إلا بلادهم وزيادة التركيز على الذهب كملاذ آمن في ظل تزايد المخاوف من التوترات الجيوسياسية على المدى المتوسط إلى الطويل.
الجدير بالذكر ان المنشور تم اقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق “ينبوع المعرفة”
المصدر
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.