قال الناطق باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله إن القوات المسلحة تواصل عمليات التمشيط ضد من وصفهم بالمتمردين في الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان، في حين أشارت الأمم المتحدة إلى نقص كبير في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية الخاصة في البلاد.
وذكر الناطق باسم الجيش أن العمليات ضد قوات الدعم السريع مستمرة كما هو مخطط لها، وأضاف أن ما سماها بالمليشيا المتمردة مستمرة في وجودها بالمناطق السكنية، وتمارس الجبايات على المواطنين الذين يخرجون من العاصمة عبر المعابر كما تقوم بطرد المواطنين من منازلهم في بعض المناطق مثل حي شمبات بالخرطوم بحري.
وكان مصدر مطلع في الجيش السوداني قال للجزيرة إن قوات من الجيش تواصل التقدم نحو مبنى الإذاعة والتلفزيون الرسميين في منطقة وسط أم درمان وقرب شارع النيل، حيث تتمركز قوات الدعم السريع،
وأوضح المصدر أن مبنى الإذاعة والتلفزيون لا يشكل أهمية إستراتيجية للجيش باعتبار أن تشغيل المؤسستين يتم إلكترونيا ومن مكان آخر، لكن تمشيط المنطقة يأتي في إطار خطة متكاملة تمضي قدما، وفق تعبيره.
ورصد مراسل الجزيرة مساء أمس قصفا من الجيش لمواقع تمركز قوات الدعم السريع حول مبنى الإذاعة والتلفزيون الذي تسيطر عليه منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي.
وكان الجيش قد أعلن أن قواته صدت هجوما لقوات الدعم السريع على مقر القيادة العامة في الخرطوم.
من جهة أخرى، قال مصدر في الخارجية السودانية للجزيرة إن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان اعتذر عن حضور قمة تجمعه بقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، دعت لها اللجنة الرباعية التي شكلتها منظمة “إيغاد”، كان من المفترض عقدها في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا الاثنين القادم.
وأضاف المصدر الدبلوماسي أن قوات الدعم السريع وافقت على حضور الاجتماع، وسمّت ممثليها فيه، بينما اعتذر الجيش السوداني عن حضوره.
وأشار إلى أن الدعوة لقمة ثنائية بين البرهان وحميدتي جاءت من دولة كينيا باعتبارها رئيس اللجنة الرباعية المكلفة من قبل رؤساء الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) بحل الأزمة السودانية.
وتابع أنه بالتزامن مع القمة الثنائية المقترحة، يفترض أن تعقد قمة أخرى تضم رؤساء دول اللجنة الرباعية المكونة من كينيا وجيبوتي وإثيوبيا ودولة جنوب السودان.
وأشار المصدر إلى توقعات بغياب عدد من الرؤساء عن هذا الاجتماع بعد تفهمهم لوجهة نظر السودان، حسب تعبيره.
الوضع الإنساني
إنسانيا، قال مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن الوضع الإنساني في السودان لا يشهد أي تحسن، في وقت تعاني فيه خطة الاستجابة الإنسانية الخاصة بالسودان من نقص كبير في التمويل.
ووصف غريفيث الوضع غرب دارفور بالخطير للغاية، مشيرا إلى صعوبات تواجه المنظمة في إيصال المساعدات الإنسانية.
وفي السياق ذاته، قالت منظمات ومسؤولو إغاثة إن الصراع بين الطرفين المسلحين في السودان تسبب في تزايد حالات اغتصاب نساء وفتيات، بعضهن بعمر 12 عاما، واختطافهن.
وذكرت منظمة إنقاذ الأطفال -في بيان أمس- إن مقاتلين مسلحين يعتدون جنسيا على فتيات في سن المراهقة ويغتصبونهن “بأعداد مقلقة”، بينما أفادت الأمم المتحدة بوجود “زيادة ملحوظة” في العنف على أساس النوع.
وفي وقت جرى فيه التأكد من عشرات حالات الاغتصاب نتيجة الصراع، تقدر وحدة مكافحة العنف ضد المرأة التابعة للحكومة السودانية أن الأرقام ربما تمثل 2% فقط من العدد الإجمالي.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.