وافقت سوريا على العمل مع الأردن والعراق الشهر المقبل للمساعدة في تحديد مصادر إنتاج المخدرات وتهريبها عبر حدودها، وذلك بحسب البيان الختامي الصادر اليوم الاثنين عقب اجتماع وزراء خارجية عرب في العاصمة الأردنية عمّان.
وذكر البيان أن دمشق وافقت على اتخاذ الخطوات اللازمة لوقف التهريب عبر الحدود مع الأردن والعراق، بعد أن بحث وزراء خارجية سوريا ومصر والعراق والسعودية والأردن سبل إنهاء الصراع السوري المستمر منذ 12 عاما.
وبالإضافة إلى ذلك، أعلن البيان الختامي للاجتماع أن المجتمعين اتفقوا على أن العودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين إلى بلدهم، هي أولوية قصوى ويجب اتخاذ الخطوات اللازمة للبدء في تنفيذها فورا.
وحث الوزراء على تعزيز التعاون بين سوريا والدول المضيفة للاجئين بالتنسيق مع الأمم المتحدة “لتنظيم عمليات عودة طوعية وآمنة للاجئين وإنهاء معاناتهم، وفق إجراءات محددة وإطار زمني واضح”.
ووفقا للأمم المتحدة، يعيش نحو 5.5 ملايين لاجئ سوري مسجل في لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر.
بسط السيطرة
واتفق المجتمعون أيضا على دعم سوريا ومؤسساتها في أي جهود مشروعة لبسط سيطرتها على أراضيها وفرض سيادة القانون، وإنهاء وجود الجماعات المسلحة ووقف التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية.
من جهته، قال وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي في تصريحات عقب الاجتماع إن “الوضع الراهن في سوريا لا يمكن أن يستمر، والمنهجية التي اعتمدت على مدار السنوات الماضية في إدارة الأزمة لم تنتج ولن تنتج إلا مزيدا من الخراب والدمار”.
وأوضح أن هذا الاجتماع جاء استكمالا للاجتماع الذي عُقد في جدة منتصف أبريل/نيسان الماضي، مضيفا أن الاجتماع ركّز “على الجانب الإنساني وعلى خطوات قادرة على أن تخفّف من معاناة الشعب السوري الشقيق”.
واستقبل الصفدي وزراء خارجية كلّ من مصر سامح شكري والسعودية فيصل بن فرحان والعراق فؤاد حسين قبل دخول قاعة الاجتماع “التشاوري” المغلق الذي عقد في أحد فنادق عمّان وسط إجراءات أمنية مشددة.
وتُعد هذه الزيارة الرسمية الأولى لوزير خارجية سوريا إلى الأردن منذ عام 2011.
لقاء ثنائي
وقبيل الاجتماع، التقى الصفدي نظيره السوري فيصل المقداد، وبحثا “الجهود المبذولة لإطلاق دور عربي قيادي للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية”، وفقا لبيان صدر لاحقا عن وزارة الخارجية الأردنية.
وهذه المحادثات الأولى التي تجمع الحكومة السورية ومجموعة من الدول العربية منذ قرار تعليق عضوية سوريا بجامعة الدول العربية في 2011 بعد قمع الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الأسد.
ويأتي الاجتماع قبيل نحو 3 أسابيع من انعقاد القمة العربية بالرياض في 19 مايو/أيار 2023، وبعد أسبوعين من محادثات جرت في مدينة جدة السعودية بين مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق لكنها لم تتوصل إلى اتفاق على عودة سوريا المحتملة إلى الجامعة العربية.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.