أعربت وزارة الخارجية السودانية عن استيائها من تصريحات جون غودفري سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى الخرطوم، وبينما أعلنت قوات الدعم السريع أنها بسطت سيطرتها على مدينة أم روابة في ولاية شمال كردفان، كثف الجيش غاراته على تجمعاتها في العاصمة.
وقالت الخارجية السودانية -في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية (سونا) السبت- إنها “طالعت باستغراب واستياء بالغ تغريدة للسفير الأميركي في الخرطوم تحدث فيها عن طرفين متحاربين في السودان، وأن كليهما لا يصلح للحكم”.
واعتبرت الخارجية أن تصريح السفير الأميركي “يمثل خروجا عن الأعراف الدبلوماسية وقواعد التعامل بين الدول والاحترام المتبادل لسيادة كل منها، ويتنافى مع مقتضيات الكياسة والمهنية الدبلوماسية”.
وأضافت أن التصريح “يعبر عن عدم احترام السفير الأميركي للشعب السوداني واستقلاله بتنصيب نفسه وصيا عليه يحدد له من يصلح أو لا يصلح لحكمه”.
كما أشارت إلى أن تعليق السفير الأميركي، تجاهل حقيقة أن “القوات المسلحة، الجيش الوطني للسودان، تدافع عن البلاد وأهلها ضد مليشيا إرهابية وإجرامية”، في إشارة إلى قوات “الدعم السريع”. على حد وصف البيان.
والجمعة، قال السفير غودفري، إنه يجب على المتحاربين الذين أثبتوا أنهم “غير صالحين للحكم” إنهاء الحرب التي تدمر السودان.
جاء ذلك في بيان نشرته السفارة الأميركية بالسودان، بمناسبة مرور عام على وصول غودفري إلى الخرطوم سفيرا لبلاده.
استمرار المعارك وانفجار في الخرطوم
ميدانيا، قالت الدعم السريع -في بيان نشرته عبر حسابها على منصة “إكس” (تويتر سابقا) إنها بسطت سيطرتها على أم روابة بشمال كردفان، مضيفة أن أهالي المدينة أعلنوا مساندتهم لقواتها، على حد وصفهم.
أما في الخرطوم، فأفاد مراسل الجزيرة بوقوع انفجار ضخم، وسط استمرار القصف المدفعي والهجمات الجوية المكثفة التي وجهها الجيش السوداني إلى أهداف عديدة لقوات الدعم السريع وسط العاصمة وفي منطقة المدينة الرياضية وأرض المعسكرات.
وأكد مصدر عسكري بالجيش السوداني أن الانفجار حدث نتيجة حريق نشب في مستودع وقود للطائرات داخل مطار الخرطوم الدولي.
وأضاف مراسل الجزيرة أن الطائرات الحربية قصفت أهدافا للدعم السريع بمنطقة سوبا شرقي الخرطوم، مشيرا إلى أن القصف المدفعي والجوي اليوم هو الأعنف من نوعه خلال الأيام الأخيرة.
وذكر المراسل أن قوات الدعم السريع قصفت بالصواريخ من مواقع تمركزها في الخرطوم بحري، أهدافا للجيش السوداني وسط مدينة أم درمان.
من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش السوداني، نبيل عبد الله، للجزيرة إن الجيش تمكن من صد 3 هجمات للدعم السريع على مقر سلاح المدرعات جنوبي الخرطوم.
مقتل مدنيين
في غضون ذلك، أعلن الجيش مقتل 7 مدنيين وجرح آخرين في قصف عشوائي لقوات الدعم السريع بولاية أم درمان غربي الخرطوم.
وأضاف البيان أن الدعم السريع قصف منطقة الحماداب جنوبي الخرطوم، ولا يزال حصر الإصابات جاريا.
وذكر المتحدث أن قوات الجيش بمنطقة الشجرة العسكرية دحرت هجوما للدعم السريع على سلاح المدرعات، ودمرت 25 عربة قتالية و4 مدرعات خفيفة.
البرهان يواصل جولته
في سياق متصل، ذكر الجيش السوداني أن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان تفقد جرحى الجيش بالمستشفى العسكري بمدينة عطبرة في ولاية نهر النيل شمال الخرطوم.
ونشر الجيش صورا لجولة البرهان، وأشار إلى أنه تفقد كذلك سلاح المدفعية في المنطقة.
وقال مصدران حكوميان إن البرهان يعتزم أيضا مغادرة السودان لإجراء محادثات في دول الجوار بعد زيارة قواعد للجيش ومقر الحكومة المؤقت في بورتسودان.
ويرجع آخر ظهور للبرهان إلى 18 يوليو/تموز الماضي، إذ ظهر حاملا سلاحا رشاشا ومسدسا وقنبلة يدوية، وهو يترأس اجتماعا عسكريا بمركز القيادة والسيطرة للجيش وسط الخرطوم.
وغادر البرهان -الخميس الماضي- مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، وشوهد في مقاطع مرئية وصور في مدينة أم درمان، على الجهة المقابلة من نهر النيل.
تحذير من دمار السودان
والجمعة، حذر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، من دمار السودان بسبب استمرار القتال.
وفي بيان، أكد المسؤول الأممي أن الاشتباكات تسببت في تفاقم الأوضاع الإنسانية، وجلبت المجاعة والأمراض والنزوح، مهددة جميع السودان بالدمار.
وأشار غريفيث إلى معاناة مئات الآلاف من الأطفال جراء سوء التغذية والمخاطر المحدقة بحياتهم، ما لم يتم إيصال الدواء لهم.
كذلك ذكرت منظمة أطباء بلا حدود، أن عددًا من موظفيها وعشرات آلاف المدنيين عالقون داخل مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، مشيرة إلى أن المدنيين يُستخدمون دروعًا بشرية، ويعيشون في ظروف قاسية.
وأضافت أن المستشفى الوحيد في نيالا يخضع لسيطرة المسلحين، والرعاية الصحية للمدنيين منعدمة.
وطالبت أطباء بلا حدود أطراف النزاع بتوفير ممر آمن، وضمان حماية العاملين في المجال الإنساني.
ويتبادل الجيش -بقيادة رئيس مجلس السيادة البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)– اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال الذي خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وأكثر من 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، حسب الأمم المتحدة.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.