في واقعة ليست الأولى من نوعها، هرب لاعب مصارعة مصري بعد مشاركته في بطولة دولية أقيمت في تونس، وهو الحدث الذي حظي بتفاعل واسع من قبل مصريين على منصات التواصل الاجتماعي.
وكانت بعثة منتخب مصر للمصارعة فوجئت، عقب مشاركتها في بطولة أفريقيا للمصارعة بمدينة الحمامات في تونس، باختفاء لاعب المنتخب أحمد فؤاد بغدودة من مقر إقامة البعثة، وذلك بعد تتويجه بفضية في البطولة.
وحصدت مصر في هذه البطولة 67 ميدالية -أكثرها ميداليات ذهبية- إحداها ميدالية فضية كانت من نصيب الشاب أحمد بغدودة في فئة المصارعة الرومانية لوزن 63 كيلوغراما.
وفي تعليق على الحادثة، تحدث السكرتير العام للاتحاد المصري للمصارعة محمود السيد عن الاهتمام الذي كان يتلقاه المصارع الشاب، وأنه حظي بدعم كامل وكبير، وكان الاتحاد بصدد مضاعفة راتبه، مبديا تعجبه من هروبه، إذ لا يرى سببا لذلك.
من جهته، أصدر اتحاد المصارعة بيانا قال فيه إنه يدرس “اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لحفظ كافة حقوقه”، لافتا إلى أنه “تم التواصل مع الاتحاد الدولي لضمان استمرارية اللاعب ضمن صفوف المنتخب المصري”.
في المقابل، أوضح فؤاد بغدودة (والد المصارع) أن ابنه لم يتلق من الاتحاد أكثر من 2200 جنيه مصري (نحو 70 دولارا)، مشيرا إلى أنه بعد أن تقرر صرف 16 ألف جنيه (517 دولارا) له، خُصم منها 14 ألفا و800 جنيه (479 دولارا) بداعي الضرائب.
وأضاف -خلال مداخلة هاتفية مع إحدى القنوات المحلية- منتقدا الحملة على ابنه: “أنا رجل (أعمل) سائق توكتوك، عندي عائلتي، ومعي طفلان غيره، وأجهز وأصرف عليه، وأحوش (أدخر) من أكلي وشربي وقوت عيالي عشان أطلع (أجهز) بطلا لمصر”.
أوضاع غير مقبولة
وحظيت حادثة الهروب بتفاعل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، رصد برنامج “شبكات” (2023/5/23) جانبا من تعليقات المصرين عليها، والتي تضمنت انتقادا لأوضاع رياضيي مصر.
من ناحيته، اعتبر المغرد عماد إبراهيم أن هروب المصارع المصري “تصرف طبيعي في غياب كامل وتام لدعم الألعاب الفردية”، في ظل غياب الرعاة والحوافز المالية والإعداد، مضيفا أن “كل لاعب بيصرف على نفسه.. هو مش أول لاعب ولا آخر لاعب يعمل كده (هكذا).. حاسبه لما توفر له كل الإمكانيات المادية والفنية”.
كذلك اعتبر أحمد محمد -في تغريدة- قرار أحمد بغدودة “صحيحا”، مضيفا في سخرية “احنا عندنا الكوسة في كل حاجة، طمعانين في مكافأة الواد (الولد).. حسبي الله ونعم الوكيل فيهم”.
في حين كتب محمود مبروك “عرفناه واتكلمتوا عنه لما هرب.. ما حدش (لا أحد) جاب سيرته لما كان بطلا وبيمثل مصر.. بلد بتاعة الترند بس”، أما محمود دهشور، فغرد ساخرا “يخرب بيتك خسرت كيس السكر ونص قزازة (نصف زجاجة) الزيت والرغيف أبو شلن (5 قروش مصرية) بتوع التموين.. ياه على الافترا!”.
وهذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، فمن قبل غادر المصارع طارق عبد السلام، لاعب المنتخب الوطني، إلى بلغاريا عام 2016، وبات يلعب للمنتخب البلغاري.
التفاعل الواسع مع الحادثة دفع النائب في البرلمان المصري عبد المنعم إمام إلى تقديم طلب إحاطة لوزير الشباب والرياضة، وقال: “نرجو إحاطتنا بأسباب تكرار هذه الوقائع والإجراءات التي تتبعها الوزارة لمنع تكرارها، والدالة على عدم اهتمام الوزارة بالتزاماتها السياسية والتنظيمية لدعم ورعاية الموهوبين رياضيا”.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.