في سابقة قضائية أثارت الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، اعتمدت محكمة كندية الرموز التعبيرية (إيموجي) في برامج التواصل الإلكتروني بوصفها أمرا ملزما في العقود المبرمة بين الأفراد أو الكيانات القانونية.
في وقت أصبحت فيه تلك الرموز جزءا أساسيا من المحادثات اليومية لسهولة استخدامها وتعبيرها المختصر عن المشاعر والأحاسيس، يبدو أن الأمر سيتجاوز ذلك ليُؤخذ بها في النزاعات بين الأطراف المختلفة.
وبدأت القصة عندما قامت شركة “ساوث ويست ترمينال” عام 2021 بإرسال عقد بيع حبوب لفلاح كندي يدعى كريس آشتر عبر الواتساب، ورد آشتر بعد تسلمه العقد برمز تعبيري (إيموجي) على شكل قبضة يد ويظهر الإبهام مرفوعا.
من جانبها، فهمت الشركة أن هذا الرد موافقة على العقد، ومن ثم أرسلت شحنة الحبوب إلى المزرعة، لكن آشتر رفض استقبالها أو دفع ثمنها، بحجة أنه لم يوافق على ذلك من الأساس.
وبلغ سوء الفهم محكمة مقاطعة ساسكاتشوان في كندا، وبعد بحثها الأمر، قرر القاضي تحميل الفلاح تداعيات رده، وقال: أجد في ظل الظروف أن الإيموجي هو “إجراء في شكل إلكتروني” يمكن استخدامه للسماح بالتعبير عن القبول على النحو المتوخى بموجب قانون المستندات والمعاملات الإلكترونية لعام 2000.
في مقام التوقيع
وطالب القاضي الفلاح بدفع تعويضات بقيمة 62 ألف دولار أميركي، بعدما اعتمدت المحكمة الرمز التعبيري موافقة رسمية في مقام التوقيع.
وتابع برنامج “شبكات” (2023/7/9) جانبا من آراء رواد مواقع التواصل الاجتماعي على هذه السابقة القضائية، ومن ذلك ما غرد به محمد مالك الدرباس “عن نفسي، رسائل الواتساب اعتبرها بمثابة عقد ملزم لي وللطرف الآخر”.
بينما اعتبرت مشاعل عبد الرحمن هذا الإجراء “ظلما”، لأنه من الممكن ألا يكون الشخص نفسه من رد، مضيفة في تغريدتها “أعرف أشخاصا يمسكون جوالات أهاليهم بغير علمهم، مثل الأبناء لجوال أبيهم أو أمهم بدون علمهم أو الزوج أو الزوجة من باب الانتقام أو اللقافة (التطفل) أو التجسس”.
من ناحيته، علق ليفياثان ساخرا: “أروح أراجع كم مندوب وكم واحد أرسلت له إيموجي الإبهام إلى أعلى تسليك”، في حين علق طارق علام جادا: “الأصل في صحة العقود هو التأكد من نية المتعاقدين بشكل صحيح”.
على الجانب الآخر، أثنت ميثا على الحكم، وقالت: “من أقوى وأفضل الجمل الصحيحة، التقنيات الحديثة تلزمنا بقوانين حديثة. قاض ذكي ويفهم معنى التطور الطبيعي للقانون حسب العلوم والتقنيات المواكبة له”.
وفي تبريره لإصدار هذا الحكم، أوضح القاضي أنه عاد للموقع القاموسي (dictionary.com)، وطلب تفسير معنى “الإبهام إلى أعلى”، فكان الجواب: “يستخدم رمز الإبهام لأعلى للتعبير عن الموافقة أو القبول أو التشجيع في التواصل الرقمي، خاصة في الثقافات الغربية”.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.