يمثل كوكب المشتري استثناء لأنه أقدم بقليل من جميع الكواكب الأخرى في النظام الشمسي وذلك بنحو 100 مليون سنة، إذ بدأ يتشكل بالكاد بعد 3 ملايين سنة من تكوّن الشمس.
يتشكل نظامنا الشمسي من الشمس وجميع ما يدور حولها من أجرام، بما في ذلك الأرض والكواكب الأخرى. ويعتقد علماء فلك -وفقا لموقع “يونيفرس توداي” (universetoday)- أن نظامنا الشمسي قد تشكل منذ 4.568 مليارات سنة، وأنه بدأ كسحابة عملاقة من غاز الهيدروجين الجزيئي البارد، وأنه قد حدث أمر ما، مثل انفجار مستعر أعظم قريب، تسبب في انهيار السحابة ودورانها لتصبح قرصا مفلطحا.
وقد تكونت الشمس كنجم حديث في مركز هذا القرص مع وجود غبار يحيط بها. وبدأت جزيئات الغبار هذه في الاصطدام مع بعضها مكونة قطعا صغيرة من الصخور، حسب وصف يونيفرس توداي.
وشكلت هذه القطع الكويكبات ثم بدأت الأجسام الأكبر في التكون، والتي ستصبح في النهاية الكواكب التي نعرفها اليوم وهي عطارد والزهرة والأرض والمريخ (الكواكب الصخرية) والمشتري وزحل وأورانوس ونبتون (العمالقة الغازية). وقد حدث كل ذلك بسرعة كبيرة جدا من الناحية الفلكية، إذ استغرق 100 مليون سنة فقط تقريبا، حسب تقدير الموقع.
أقدم كوكب في المجموعة الشمسية
ووفقا لموقع “ليتل أسترونومي” (Little Astronomy)، فإن عمر الكواكب في نظامنا الشمسي يبلغ نحو 4.5 مليارات سنة، فقد تشكلت في الوقت نفسه تقريبا مع بعض الاختلافات الطفيفة، لأنها ببساطة تكونت من القرص الكوكبي الأولي نفسه. ونظرا لتقارب فترات تشكلها جميعا فإنه من الصعب جدا تحديد العمر الدقيق لكل كوكب.
ووفقا لعلماء، فإن كوكب المشتري يمثل استثناء لأنه أقدم بقليل من جميع الكواكب الأخرى في النظام الشمسي، وذلك بنحو 100 مليون سنة، إذ بدأ يتشكل بالكاد بعد 3 ملايين سنة من تكوّن الشمس. ولأنه أول ما تشكل من الكواكب فقد أصبح كبيرا جدا وقويا، أكبر بكثير من أي كوكب آخر بحيث تبلغ كتلته 318 كوكبا أرضيا.
وقد تشكل هذا العملاق الغازي حول حواف النظام الشمسي المبكر، حيث سمح انخفاض جاذبية الشمس وكمية المواد الكبيرة بنموه إلى هذا الحجم الكبير مقارنة بباقي كواكب المجموعة الشمسية.
وبعد أن اكتسب المشتري حجمه الكبير بدأ في التحرك إلى الداخل وصولا إلى المدار الموجود فيه اليوم. وفي طريقه إلى الداخل عطل المشتري الكويكبات التي كانت في طريقها للتشكل، ويُعد التأثير الكبير لجاذبية للمشتري السبب وراء عدم تشكل حزام الكويكبات على الإطلاق على شكل كوكب.
وفي أعقاب كوكب المشتري، بدأ زحل أيضا في التكون والنمو. وقد اكتسب كل من كوكبي المشتري وزحل جزءا كبيرا من الغاز في النظام الشمسي الخارجي، وتبع كوكب زحل تشكل كل من كوكب نبتون وأورانوس.
وتشير إحدى النظريات إلى أن هذه الكواكب الغازية العملاقة استهلكت كثيرا من المواد في النظام الشمسي لتشكيلها، ومن ثم لم يتبق منها سوى القليل، وهذا هو السبب في أن الكواكب الداخلية أصغر بكثير ولها تركيبة صخرية.
وفي أثناء ذلك وفي النظام الشمسي الداخلي، ظهرت 4 كواكب صخرية. استغرق الكوكب الأولي الصخري وقتا أطول للظهور ربما أقرب إلى 100 مليون سنة، لأنه اعتمد على الاصطدامات بين الأجسام الصخرية. وربما وصل المريخ إلى حجمه الحالي بسرعة أكبر من الأرض والزهرة، لكن العلماء لا يعرفون بالضبط الوقت المحدد الذي حدث فيه ذلك.
ما أصغر الكواكب سنا في المجموعة الشمسية؟
يذكر موقع “آي إف إل ساينس” (iflscience) أنه في حين من المنطقي أن يكون كوكب المشتري هو الأقدم استنادا إلى نماذج التكوين، إلا أنه ليس من السهل معرفة الكوكب الأحدث. ولكن العلماء توصلوا إلى سياق يفيد بأن الكوكب الأصغر عمرا في مجموعتنا الشمسية ربما يكون كوكب الأرض أو كوكب أورانوس.
ويرجع السبب في اعتبار الأرض وأورانوس الأصغر سنا إلى حقيقة أن كليهما عانى من تصادمات هائلة.
ويعتقد العلماء أن الأرض البدائية تعرضت للاصطدام بكوكب ثيا، وهو كوكب بحجم كوكب المريخ، ونتج عن هذا التصادم تشكل القمر. وقد حدث ذلك منذ نحو 4.5 مليارات سنة، واستغرق القمر نحو 200 مليون سنة ليتشكل. أما الأرض المهتزة نتيجة التصادم فقد احتاجت إلى مزيد من الوقت لتصبح على ما هي عليه اليوم مع تكوين المحيطات والصفائح التكتونية.
وبالنسبة لكوكب أورانوس، فإنه منذ ما بين 3 و4 مليارات سنة، اصطدم بكوكب بحجم الأرض أفسد باطنه وجعله يدور على جانبه وجعل له أغرب مجال مغناطيسي.
كيف نعرف عمر الكواكب؟
يعرف العلماء عمر الكواكب بفضل التحلل الإشعاعي للعناصر الموجودة على النيازك. ويذكر موقع “سبيس” (Space) أن العلماء تمكنوا من استخدام التأريخ الإشعاعي لتحديد عمر الصخور من أجزاء من النظام الشمسي كالقمر والمريخ والنيازك.
والتأريخ الإشعاعي تقنية تم تطويرها في أوائل القرن الـ20، حين أظهرت الأبحاث أن نظائر بعض العناصر المشعة تتحلل إلى عناصر أخرى بمعدل يمكن التنبؤ به.
ولشرح عملية التأريخ الإشعاعي، يقول بيكي فلاورز، عالم الجيولوجيا في جامعة “كولورادو بولدر” لموقع “لايف ساينس” (Live Science)، عندما تتشكل المعادن من الصهارة أو الحمم البركانية، فإنها غالبا ما تحتوي على آثار من المواد المشعة، مثل اليورانيوم. وبمرور الوقت، تتحلل تلك العناصر المشعة، مما يعني أنها تنفث إشعاعات وتحولها في النهاية إلى عناصر جديدة أكثر استقرارا تظل محتجزة داخل المعدن.
اكتشاف المزيد من ينبوع المعرفة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.