شهدت الساعات الماضية تكثيفا في المشاورات والاتصالات الدبلوماسية الهادفة إلى الضغط على طرفي الصراع في السودان لوقف القتال وفتح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها.
فقد أفاد بيان للخارجية الأميركية أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن كثف اتصالاته الدبلوماسية المتعلقة بالوضع في السودان بهدف التوصل إلى وقف قصير لإطلاق النار.
واتصل بلينكن بشكل منفصل بكل من قائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي، ودان القتل العشوائي الذي أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا.
وحث الجانبين على تنفيذ وقف إطلاق نار والحفاظ عليه حتى نهاية عيد الفطر على الأقل، كما شارك في اجتماع وزاري مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي وشركاء آخرين طالبوا “بالإجماع” بوقف المعارك بمناسبة العيد.
خيارات أميركية للضغط على طرفي الأزمة
وضمن التحركات والمواقف الأميركية، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، إن الولايات المتحدة ستنظر في مجموعة من الأدوات والخيارات لإجبار الطرفين المتصارعين في السودان على وقف القتال.
وأكد كيربي في مؤتمر صحفي أن التركيز منصبٌّ على حث الجانبين على التوصل إلى وقف إطلاق النار، للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى من هم بحاجة إليها، نظرا “لأن الوضع مريع في الخرطوم وهناك بالفعل نقص في الغذاء والمياه والأدوية”، وفق قوله.
وأضاف كيربي أن الرئيس بايدن وجه الجيش الأميركي بإرسال وحدات عسكرية للتمركز في مكان قريب من السودان لإجلاء الرعايا الأميركيين حال الاضطرار لذلك. وأشار إلى اتصال بايدن المنتظم بفريق الأمن القومي لمعرفة ما يدور في السودان.
ومن جهته، قال جيمس ماغوفيرن، النائب الديمقراطي عن ولاية ماساتشوستس والعضو البارز في لجنتي القواعد والرقابة في لقاء خاص مع الجزيرة، إن الشعب السوداني يعاني كابوسا بسبب المعارك بين قادة الجيش.
وأضاف ماغوفيرن أن على واشنطن والمجتمع الدولي الاستجابة للأزمة الإنسانية وبذل كل ما في وسعهم لإنهاء العنف، والتأكد من أنه يمكن إجلاء الأشخاص وتوفير المساعدات الإنسانية والعناية الطبية وكل ما هو ضروري.
البرهان يتلقى اتصالات خارجية
وفي السياق ذاته، قال إعلام مجلس السيادة بالسودان إن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان تلقى اتصالات هاتفية من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، تطرقت إلى الأحداث التي يشهدها السودان والتأكيد على ضرورة عودة الأوضاع إلى طبيعتها.
وأشار إعلام السيادة إلى أن البرهان تلقى اتصالات أيضا من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومدير المخابرات المصرية عباس كامل وأكد الجميع في اتصالاتهم بالبرهان ضرورة وقف العنف واللجوء للحوار.
كما شارك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم في اجتماع افتراضي مغلق جمعه مع رئيس الاتحاد الأفريقي والأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين التنفيذي للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، ومنظمات أخرى ذات صلة، لمناقشة التطورات في السودان.
وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة قال أمس إن الأمين العام أجرى مكالمة هاتفية مع الرئيس الكيني بشأن الأوضاع في السودان، وأكد أنه سيواصل الانخراط بشكل كامل في الموضوع وإجراء مكالمات هاتفية إضافية لتأمين وقف إطلاق نار لمدة 24 ساعة.
وتأتي تلك الاتصالات وسط قلق أممي من احتمال انهيار نظام الرعاية الصحية في السودان بشكل كامل بسبب المعارك المتواصلة.
وزير الخارجية البريطاني يقطع رحلة خارجية
من ناحية أخرى، أعلن وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي الجمعة أنه قطع رحلة كان مقررا أن تستغرق بضعة أيام إلى منطقة آسيا والمحيط الهادي، “بسبب الوضع في السودان”.
وقال كليفرلي في بيان إنه “بسبب الوضع الحالي في السودان اضطررت إلى قطع زيارتي”.
وأعرب الوزير البريطاني في بيانه عن أسفه لاضطراره لقطع جولته.
وغادر كليفرلي نيوزيلندا قبل يوم واحد من اجتماع كان مقررا مع نظيرته نانايا ماهوتا، كما ألغى زيارة إلى ساموا.