بعدما أحبط النصف الأول من موسم دراما رمضان 2023 الكثير من المتابعين، جاء مسلسل “تحت الوصاية” بمنزلة المصالحة من وجهة نظر الكثيرين، وبدا كقشة أخيرة وقارب نجاة يمكننا التعلق به في لجة من الأعمال الدرامية الضعيفة التي ساد فيها الابتذال والركاكة، لينجح المسلسل منذ الحلقات الأولى في اجتذاب المتابعين، بعد أن تضافرت فيه عناصر النجاح الفني جميعها، ليقدم عملا دراميا صُنع لكي يبقى في ذاكرة مشاهديه.
البداية من ذروة الأحداث
منذ اللقطات الأولى للمسلسل يُلقي بنا صُنّاعه في قلب الأحداث، ونجد أنفسنا مع البطلة في لحظة الذروة. لحظة وداع البطلة حنان (منى زكي) لحياتها القديمة المستقرة وعالمها القديم، وانتقالها إلى المجهول بصحبة أبنائها، تقترب منها الكاميرا، وتأخذنا بصحبتها لنتعرف معها على العالم الذي أُلقيت فيه، تتكشف لنا أسبابها حلقة بعد الأخرى، ونرى كيف اضطرت للهرب وبدء حياة جديدة في مدينة أخرى غير مدينتها. تسير الحلقات وتتقدم في زمن خطي مستقيم، لكن صُنّاع العمل لا يبخلون علينا بلقطات “فلاش باك” قبل افتتاحية كل حلقة، لتكشف كل لقطة عن ورقة جديدة تفسر للمشاهد تدريجيا دوافع حنان للهرب مع أبنائها.
حنان التي يمكننا رؤية ملامح شخصيتها الرئيسية منذ الحلقة الأولى في أحد المشاهد المفتاحية، حين تقرر مساعدة العمال في دهان المركب، تركز الكاميرا في مشهد مقرب على قدميها، خطواتها التي تصعد على اللوح الخشبي الضيق، خائفة لكنها لا تتردد ولا تهتز. يرسم هذا المشهد مفتاحا رئيسيا للأحداث التالية في القصة، حيث نشاهد البطلة التي تسير على صراط ضيق بلا مهرب، في طريق غير واثقة من نهايته، خائفة ومتوترة، لكنها تبذل أقصى وسعها للنجاة.
طبقات الوصاية والصراع
لطالما كان البحر مادة خصبة للأعمال الدرامية، هو يصلح مسرحا للأحداث أو في بعض الأحيان بطلا من أبطال الصراع، وهنا منذ العتبات الأولى، يُلقي المخرج ببطلته في عرض البحر، على متن مركب الصيد الذي ورثه أبناؤها عن أبيهم الراحل. حق الأبناء الذي اضطرت لاستعادته ولو عن طريق السرقة، كي تتخلص من سيطرة الجد والعم الطامع في ميراث أبناء أخيه.
الصراع الملحمي هنا ليس صراعا بين الإنسان والبحر، فالبحر رغم عناده يجود بالرزق الطيب في أحيان كثيرة، ليصبح مجرد طبقة من طبقات الصراع التي تتكاثف على عاتق البطلة؛ سواء الصراع مع قوانين الوصاية المالية التي لا تسمح لها بإدارة ميراث أبنائها، أو الصراع مع عائلة الزوج الراحل، أو الصراع مع مجتمع البحرية، سواء من الصيادين الذين يسخرون من رغبة امرأة في أن تصبح “ريسة” عليهم، أو تاجر السمك الذي يحاول كسر شوكتها وبخس سعر السمك الذي تبيعه، أو الصراع مع حمدي الذي يطمع في جسدها وينظر لها كفريسة يخطط للنيل منها طوال الوقت.
تختار البطلة منذ البداية ألا تصبح ضحية، تضعها الظروف في مسار ليس منه بُدّ، مسار السعي للنجاة بأبنائها والهرب من الوصاية، التي لم تقتصر فقط على الوصاية المالية على إرث الأبناء، بل امتدت إلى وصاية مجتمعية نرى ملامحها في لقطات “الفلاش باك”، حيث يرفض الجد أن يحيا أبناؤها بالطريقة التي ترغب فيها لهم، يتدخل في كل التفاصيل، فيرفض إلحاق الابن بالتمارين الرياضية أو الدروس الخصوصية بحجة أنها رفاهيات، بل ويمتد الأمر إلى تشجيع الابن على ترك المدرسة واصطحابه للعمل في ورشته، وهو ما يتسبب في إصابة عين الطفل إصابة بالغة.
الوصاية التي امتدت للتضييق على حنان، حتى اضطرت للتخلي عن شقتها واللجوء إلى العيش مع عائلة الزوج، لتُحرم من خصوصيتها، وتُفاجأ بحماتها تقص شعر طفلتها دون أن ترجع لها في مشهد ذي دلالة. تفاصيل بسيطة عبر لقطات “الفلاش باك” يرسم المسلسل عبرها ملامح الوصاية والرغبة في السيطرة، التي تبلغ ذروتها في رغبة العم الطامع في السيطرة على ميراث الأبناء واستغلاله للزواج من حبيبته.
تواجه حنان الوصاية في كل خطوة تخطوها، في مجتمع البحرية، حيث تضطر للتحايل، وأحيانا تعريض نفسها للخطر عبر أداء مهام لا تتناسب مع طبيعتها الجسدية فقط كي تتمكّن من إثبات جدارتها بصفتها امرأة بـ”الرياسة” عليهم. وحتى عندما تنجح حنان في العمل “ريسة” على مركبها نجدها تضطر للتخفي، كي لا يعرف أحد أن امرأة تعمل وحدها مع الصيادين على مركبها الذي تصعد إليه سرا وتهبط منه سرا بعيدا عن الأعين.
وفي مقابل نماذج الأوصياء، هناك نماذج أخرى داعمة للبطلة في رحلتها، الأخت “سناء” التي قامت بدورها مها نصار، ذات الشخصية القوية والمستعدة للدفاع عن شقيقتها حتى النهاية، وجارها زكريا (أحمد خالد صالح) الذي تتطور علاقته بها من الشك والرفض مرورا بالشفقة ونهاية بالاحترام الذي يبدو وكأنه يتحول إلى إعجاب حقيقي.
ويبرز الدعم الأهم في رحلة البطلة في شخصية “عم ربيع” الذي يؤدي دوره رشدي الشامي في واحد من أبرز وأهم أدواره، “ريس مركب” سابق، عجوز لا يرغب في الابتعاد عن البحر، ويقبل في سبيل ذلك بأي عمل. “عم ربيع” هنا نموذج للأبوة البديلة في حياة حنان، يقدم لها المشورة والمعونة في عالم البحر الذي لا تعرف قواعده بعد، تتحسس طريقها الجديد بينما تستند إلى خبرته ونصائحه التي يقدمها لها في أبوة بلا رغبة في السيطرة، أبوة تثق في قدرتها على أن تكون “ريسة” للمركب، وتدعمها في رحلة النمو.
دمياط.. وصورة بصرية طازجة
سقى عهد دمياطٍ وحيّاه من عهد.. فقد زادني ذكراه وجدا على وجد
ولا زالت الأنواء تسقي سحابها.. ديارا حكت من حسنها جنة الخلد
فيا حُسن هاتيك الديار وطيبها.. فكم قد حوت حسنا يجل عن العد
(المواعظ والاعتبار، المقريزي)
تنطلق الأحداث من الإسكندرية، مدينة أهل الزوج، التي تهجرها البطلة إلى دمياط، وتحديدا عزبة البرج، أحد أهم مراكز الصيد في جمهورية مصر العربية، حيث تضم 65% من أسطول سفن الصيد المصرية. ورغم ذلك فقد جاء اختيار دمياط تحديدا للتصوير بمينائها وشوارعها جديدا على عين المشاهد المصري الذي لم يعتد على رؤيتها مسرحا للأحداث على الشاشات، وهو ما منح العمل رؤية بصرية طازجة ومختلفة.
وقد تمكَّن المخرج من نقل صورة حية لمحافظة دمياط، وتحديدا عزبة البرج وطابية عرابي، سواء في مشاهد الشوارع أو الميناء بتفاصيله اليومية الحية، وحتى اللقطات التي جرت في الإسكندرية ابتعدت عن الأنماط المعتادة، ونقلت صورة أقرب ما تكون إلى الواقعية.
تمكن المخرج محمد شاكر خضير بالتعاون مع مدير التصوير بيشوي روزفلت من تقديم صورة غنية، وكادرات مرسومة بعناية، أقرب ما تكون إلى لوحات فنية، لكنها لم تحمل جماليات مجردة، ولم ترتكز على الانسجام الجمالي في تكوين الصورة البصرية فقط، بل سعى عبر كل مشهد لرسم تكوينات جمالية مدروسة بدقة وعناية كي تخدم الفكرة التي يرغب في إيصالها، مع تلك الصبغة اللونية الباردة التي تسم إضاءة العمل كله ونجحت في إيصال مشاعر الشخصيات إلى المشاهدين.
في مشاهد المركب، لم يكتفِ المخرج بأخذ لقطات بعيدة، ثم التصوير في ديكورات داخلية أو في حمامات سباحة، وهي الحيلة التي يلجأ إليها بالفعل بعض المخرجين، للتغلب على صعوبات التصوير داخل البحر. لكن محمد شاكر خضير تمكَّن من تصوير هذه المشاهد في رحلات حقيقية داخل البحر، تقترب فيها الكاميرا من الصيادين، وتكاد تأخذ بأياديهم وهم يشدون الشباك ليلقوها بين الأمواج ثم يسحبوها، تصحبنا الكاميرا فيتعلق قلبنا بالشباك المعلقة، وننتظر لحظة انفراجها عما جاد به البحر من رزق وفير، ليصبح المشاهد جزءا من اللقطة، وهو ما يكشف عن براعة كلٍّ من المخرج ومدير التصوير، نظرا لتحديات التصوير داخل البحر، مع حركة الأمواج التي يصعب التحكم بها، ناهيك بظروف الإضاءة الليلية.
يكشف المسلسل كذلك عن قدر من الدقة والاهتمام بالتفاصيل فيما يخص أعمال الصيد، وتفاصيل مهامه التي أضفت درجة كبيرة من الواقعية والصدق. وفي هذا السياق لعب الديكور بإشراف محمد عطية دورا مميزا في بناء هذا العمل وواقعيته، سواء الديكور الخارجي، حيث بُنيت القهوة ومحل أسماك التاجر المنافس، أو حتى في اختيار خامات الدهانات القريبة للبيئة، حيث يمكننا أن نرى آثار الرطوبة على الجدران في مباني البيئة الساحلية.
في الديكورات الداخلية أيضا يرسم الديكور بوضوح تناقضا صارخا بين العالمين، منزل البطلة القديم الذي اضطرت للتخلي عنه، وخاصة غرفة ابنها بأثاثها الحديث التي يغمرها ضوء الشمس، في تناقض صارخ مع المنزل الفقير الذي اضطرت للانتقال إليه بعد هروبها.
وبينما نرى في مشاهد الديكورات الداخلية في مسلسلات أخرى منازل تبدو وكأنها مصنوعة من البلاستيك، لامعة ومصقولة تصلح للعرض لا للحياة، جاءت الديكورات الداخلية هنا حية وواقعية، منزل الشقيقة سناء بتفاصيله جميعها هو منزل حقيقي وحي لزوجين من الطبقة الوسطى، مرتب حيث لا يحيا به أطفال. وفي غرفة “منى” خطيبة صالح التي لا تحلم إلا بالزواج، يمكننا أن نلمح في الخلفية قطع الأدوات المنزلية و”الجهاز” المتراكم، في إشارة واضحة إلى انتظارها للانتقال إلى منزل الزواج.
بعد ذلك، جاء تصميم الملابس الذي حمل بصمة ريم العدل، ليساهم في رسم الصورة الفنية المميزة للعمل كله، سواء في ملابس الشخصيات الثانوية، وخاصة ملابس الصيادين، أو ملابس البطلة التي يمكننا أن نرى تطورها بوضوح واختلاف الملابس التي اعتادت أن ترتديها في حياة زوجها عن تلك التي ارتدتها بعد وفاته، ثم اختياراتها من الملابس أثناء عملها في المركب بين الرجال، التي تظهر بوضوح كملابس امرأة ترغب في إخفاء تفاصيل جسدها عن الأعين، كي تتمكَّن من الاندماج في المشهد دون خوف.
ورغم ذلك فقد تعرض المسلسل لانتقادات اتهمت بعض الأحداث بانعدام المنطق، تحديدا واقعة سرقة المركب ونقله من محافظة إلى أخرى، فمن الناحية القانونية تحتاج مراكب الصيد إلى تصريح للعمل في الميناء، ولا يمكن التحايل على هذا الأمر بمجرد دهان المركب أو تغيير لونه، وهو الأمر الذي يسهل كشفه على خفر السواحل وشيخ الصيادين في الميناء، ومن ناحية أخرى جاءت مشاهد اتهام سناء شقيقة البطلة بالسرقة غير منطقية أيضا من ناحية الإجراءات القانونية.
شخصيات حية
لكن على الجانب الآخر، اتسمت كتابة الشخصيات وسرد الأحداث بالواقعية والاتساق والتماسك إلى حدٍّ كبير، وقد أجاد فريق الكتابة شيرين ومحمد دياب تقديم شخصيات حقيقية من لحم ودم، تظهر دوافعها للمشاهد تدريجيا مع تتالي الحلقات.
وقد تمكَّن فريق التمثيل من نقل هذه الشخصيات بصدق بالغ. هذه المرة تفوقت منى زكي على نفسها في أداء واحد من أفضل أدوارها على الشاشة الصغيرة إن لم يكن أفضلها على الإطلاق، لتثبت جدارتها وقدرتها على صقل موهبتها، حيث تخلصت من أي مبالغة في الأداء، وتمكنت من إيصال الانفعالات الداخلية لشخصية البطلة وتوترها دون افتعال، اتضح ذلك في كل تفاصيل الشخصية، يمكن للمشاهد أن يلاحظ تطور الشخصية الداخلي وانعكاسه الخارجي عليها في أبسط التفاصيل، ومنها على سبيل المثال توتر طريقة سيرها، مقارنة بالمشهد الذي يجمعها مع زوجها قبل وفاته، وكذلك نبرات الصوت وتوتر النظرات.
ولم تكن منى زكي وحدها مَن برز من فريق التمثيل، فقد قدَّم الجميع أداء مميزا يستحق الإشادة، وخاصة رشدي الشامي الذي عرفه الجمهور في عمر متقدم من مسيرته الفنية، وقد برز تحديدا منذ دوره في مسلسل “واحة الغروب”. وكذلك تسكين الأدوار أو الكاستنج يُظهر تميزا كبيرا، وخاصة فريق البحرية الثلاثي علي صبحي وأحمد عبد الحميد وخالد كمال، الذين تمكَّنوا من أداء شخصياتهم بحرفية سواء من ناحية التفاصيل الشكلية أو حركة الجسد أو طريقة الحديث، شنو وشنهابي وحمدي، الذين ينجحون في إقناع المشاهد أنهم طاقم صيد حقيقي، وُلدوا بين أمواج البحر. ولا يمكننا بالطبع تجاوز الطفل عمر شريف الذي تمكَّن من تقديم دور الطفل ياسين بأداء غاية في السلاسة يبشر بموهبة واعدة كبيرة قادمة في الطريق.
الدراما والقضايا الاجتماعية
في ختام الحلقة الثامنة، يطلب الطفل ياسين من أمه الاشتراك في إحدى القنوات الرياضية، فتصرخ فيه نتيجة مرورها بعدد من الخسارات المحبطة، تنتهي الحلقة بكادر غاية في الجمال والطفل ياسين نائم على الأرض، ذراعاه معقودتان على صدره. ويصل التصاعد إلى ذروته في الحلقة العاشرة، حين تقوم الأم بتمزيق الكرة، وكأنها تمزق آخر ما يربطه بطفولته، ليقرر الهرب من المنزل، كطفل يرى أنه يتعرض للخذلان، محروم من حياة طبيعية، ومن حقه في اللعب أو حتى في الذهاب للمدرسة.
حنان، الأم التي تركت حياتها القديمة وخاطرت بكل شيء كي تحمي أبناءها، وتوفر لهم حياة أفضل، وفي سبيل ذلك تجد أنها مضطرة لتركهم لساعات دون رعاية، تضطر لفطام ابنتها عن الرضاعة الطبيعية واللجوء للحليب الصناعي، وهو أمر تعرف الكثير من الأمهات مدى صعوبته على أم بالتركيبة النفسية للبطلة. لتضطر للغياب عنهم أثناء رحلات الصيد، تاركة عبء رعاية الرضيعة لى عاتق الطفل الأكبر، وهو ما يلقي الضوء على معاناة الكثير من النساء المعيلات اللاتي يضطررن لترك أطفالهن بالمنازل، من أجل العمل وإعالة الأسرة.
تعيدنا هذه المشاهد إلى مصطلح “أطفال المفاتيح” (latchkey kids) الذي ظهر في أربعينيات القرن الماضي لوصف ظاهرة ترك الأطفال بمفردهم في المنزل أثناء الحرب العالمية الثانية، مع مفتاح المنزل المعلق في رقبتهم أو أسفل دواسة الباب، وهي الظاهرة التي ارتفعت معدلاتها مع ارتفاع معدلات الطلاق وزيادة فرص العمل المتاحة للنساء. كل ذلك ينتهي بالطفل إلى الانفجار، لأن يصرخ في أمه أنه يكرهها، ويتركها ليقرر العودة إلى أهل والده في الإسكندرية، في تتابع مشهدي شديد التوتر، نجح المخرج في رسمه عبر مشاهد سريعة متتالية.
ربما لا تكون هذه هي المرة الأولى التي يتمكّن فيها عمل درامي من إثارة الجدل حول قضايا اجتماعية وقانونية، ويدفع بالقوانين والتشريعات إلى دائرة النقاش والتجديد. فقد سبقته إلى ذلك أعمال مثل “أريد حلا” لسعيد مرزوق، و”آسفة أرفض الطلاق” لإنعام محمد علي، بل إننا لا نحتاج إلى العودة بالزمن إلى الوراء، فقد شهد الموسم الرمضاني الحالي نفسه أعمالا أخرى سلطت الضوء على قضايا المرأة، من بينها مسلسل “عملة نادرة” من بطولة نيلي كريم، ومسلسل “ستهم” من بطولة روجينا، لكنَّ أيًّا من العملين لم ينجح في تحقيق زخم مماثل، إذ امتاز “تحت الوصاية” مقارنة بغيره من الأعمال بكونه عملا فنيا جماليا بامتياز، تمكَّن صُنّاعه من تقديم عدد من القضايا الاجتماعية في سياق فني غير زاعق دون طنطنة أو خطابية مباشرة.