عادت الحياة لتدب من جديد بشكل مبهر ولافت في سوق الدواسة الشهير، أحد أقدم أسواق الجانب الأيمن (الغربي) لمدينة الموصل شمالي العراق، وذلك بعد سنوات من الحرب والعمليات العسكرية التي شهدتها المدينة بين عامي 2014 و2017 أثناء سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على الموصل، والعمليات العسكرية التي تبعتها لاستعادة المدينة.
ووثقت وسائل إعلام محلية -أمس الأربعاء- اكتظاظ سوق الدواسة بمئات المتبضعين استعدادا للاحتفاء بعيد الفطر المبارك، في مشهد افتقده الموصليون خلال السنوات الماضية، حيث كانت المدينة لا تزال في طور النهوض من ركام الحرب التي عاشتها وإعادة الإعمار.
وامتلأ سوق الدواسة بالمتبضعين والمتجولين، حيث شهدت المقاهي والمحلات التجارية اكتظاظا غير مسبوق، وسط احتفاء الموصليين بعودة طقوس وأجواء السوق الذي يعده الموصليون من ضمن الذاكرة الثقافية والشعبية للمدينة.
ويتميز السوق بطوله الذي يمتد قرابة كيلومترين اثنين، ويقع جزء منه ضمن الحدود الإدارية لمدينة الموصل القديمة، وعلى جانبيه مئات المحلات التجارية التي تبيع الألبسة الرجالية والشبابية، إضافة للمقاهي الشعبية التي تعج بالموصليين ليلا في مختلف أوقات السنة، لا سيما في رمضان حيث تشهد بعض المقاهي لعبة المحيبس وغيرها من الألعاب الشعبية الشهيرة.
وقبيل كل عيد، ونتيجة الزخم الشديد، تعمد القوات الأمنية لإغلاق الشارع من جانبيه أمام حركة المركبات، ليتحول إلى سوق كبير، حيث ينتشر أصحاب “البسطات” في منتصف الشارع، ويقبل خلالها أصحاب الدخل المحدود والمتعففون على شراء احتياجاتهم بأسعار رمزية.
وكانت منطقة الدواسة -التي تضم الشارع- قد تعرضت خلال العمليات العسكرية لاستعادة الموصل في عام 2017 إلى تدمير شبه كامل، بيد أن حرص أهالي المنطقة ومالكي المحلات التجارية في السوق على إعادة إعماره، جعل الحياة تدب فيه من جديد، إضافة لدعم الحكومة المحلية وإعادة إعمارها للبنية التحتية في المنطقة والجسور الواصلة إليه.
وكانت منطقة الدواسة تضم -قبل عام 2014- مقر الحكومة المحلية لمحافظة نينوى والمجلس المحلي، إضافة لمديرية الشرطة والمحاكم وقصر العدل وديوان الأوقاف والمياه والمجاري والبريد وغيرها، وفي الوقت الذي عادت إليه بعض المقار الحكومية، لا تزال أخرى قيد إعادة الإعمار.
جدير بالذكر أن شارع الدواسة يبعد عن نهر دجلة قرابة كيلومتر واحد، ولذلك يعد الطريق الرئيسي الواصل بين جسري الحرية والرابع من جهة الجانب الأيمن للمدينة.